الشرق - تقوى عفيفي
غسالات قديمة .. وبيئة عمل غير نظيفة .. وعمال بدون شهادات صحية*محلات تخلط ملابس العملاء مع إرساليات المستشفيات
كشفت جولة ميدانية لـ"الشرق" شملت عدة مغاسل في الدوحة، عن تجاوزات خطيرة فى بعض المحلاتالتي تقوم بغسيل الملابس دون مراعاة للاشتراطات الصحية، وبالتالى قد تسهم في نقل بعض الأمراضالتي تتطلب تعاملا خاصا مع ملابس المريض. ووفقاً للجولة، فإن 90% من محلات غسيل الملابس تتعمد وضع نماذج لملابس نظيفة في واجهة المحل؛ حتى يظن العملاء أن كل شيء على ما يرام، وخلال جولة "الشرق" في كواليس محلات الغسيل والأماكنالتي يتم فيها الغسيل ولا يراها العملاء، تم رصد العديد من المخالفات التي تتعلق بالنظافة للأماكنالتي يتم فيها غسيل الملابس وعدم وجود أي إجراءات واحتياطات للأمن والسلامة داخل المغاسل وعدم استخدام غسالات حديثة.
والتقت "الشرق" مع عدد من العاملين في محلات غسل الملابس للتعرف على مراحل عملية غسيل الملابس، حيث قام أحد العمال بفتح باب خفي في الطابق الثاني، حيث غرفة غسل الملابس وكانت عبارة عن غرفة محاطة بجدران خشبية، جميع جدرانها متداعية وتتراكم الملابس المتسخة في أكوام من الأكياس موضوعة بشكل عشوائي على أرضية متسخة والقمامة في كل مكان، كما تنشتر أطباق بلاستيكية مليئة ببعض المساحيق للغسيل وإزالة البقع وتتوسط الغرفة غسالتان بحجم كبيربدون غطاء وتغطيهما الأتربة، ويتم وضع جميعالملابس بألوانها المختلفة في غسالة واحدة دون تغيير المياهبشكل دوري. وعند سؤال أحد العمال عن شهادته الصحية، أوضح أنه يساعد زميله في غسل الملابس ولديه شهادة، ولكنها ليست بحوزته الآن.
*جولات تفتيشية وسألنا عمال محلات غسيل الملابس عن عدد زيارات مفتشي وزارةالبلدية والبيئة أو وزارةالاقتصاد والتجارة، فأجاب بعضهم: ياتى إلينا المفتشون مرة في الشهر، وآخرون أجابوا: لم نرهم حتى الآن. وأشار أنطوني كانديك (عامل بمحل غسيل ملابس) إلى أن عدد الأشخاص الذين يزورون محلات الغسيل شهرياً أكثر من 20 ألف عميل ويزداد في موسم الأعياد والمناسبات، وفيما يخص كيفية غسيل الملابس، تحدث كانديك قائلاً "أقوم بغسل جميعالملابس في غسالة واحدة، ولكنني أفصل الملابس البيضاء عن الملونة ويتم استخدام مسحوق واحد لكل الملابس، مشيرا إلى أن المحل يتلقى ملابس كثيرة من المستشفيات أغلبها يتم تصنيفها مع الملابس البيضاء وتغسل بنفس الطريقة". أما بونيل أحمد، فقال: هناك بعض الملابس التي يتم إحضارها من المستشفيات تكون متسخة بدماء المرضى أحياناً، ولكن يتم التخلص من هذه البقع عن طريق المسحوق المستخدم. كما تحدث نيتكلوم جي (عامل غسيل) عن المنظفات التي يتم استخدامها في غسيل الملابس قائلا: نقوم باستخدام نفس المسحوق لكل الزبائن دون تمييز، وخاصة أننا لا نمتلك عدداكبيرا من الغسالات، وهذا ما أكده عبدالمجيد سولامي الذي يعمل بمحل آخر. ناصر بن علي النعيمي: نوع الصابون والمساحيق المستخدمة قد يسبب الحساسية
وقال ناصر بن علي النعيمي "لابد من توعيةالمواطنين أولاً بالاشتراطات الصحية الخاصة بالمغاسل، وذلك للتعرف على التجاوزات بأنفسهم ومساعدة "حماية المستهلك" في التبليغ عن المخالفات ". كما نوه النعيمي بأن الشيء الذي يمكن أن يمثل خطراً كبيراً على المواطنين، هو نوع الصابون المستخدم في الغسيل والمساحيق التي توضع بكميات كبيرة، حيث إنها قد تسبب حساسية لدى البعض ممن لديهم مشاكل صحية أو تكون سبباً في تدهور مرضى الربو والجيوب الأنفية وغيرها من الأمراض. طالبوا بتطبيق أقصى عقوبة على المحلاتالمخالفة .. مواطنون لـ"الشرق": الجولات التفتيشية ضرورة للحد من تجاوزات المغاسل
استطلعت "الشرق" آراء مجموعة من المواطنين حول خدمات المغاسل للتعرف على تجاربهم الشخصية في هذا الصدد، حيث أكدوا أنهم لا يعرفون ما يجري في كواليس هذه المحلات من مخالفات قد تهدد صحة المتعاملين معها؛ لأن علاقتهم بالمحل تبدأ بتسليم الثياب، وطالبوا بتكثيف الرقابة على محلات غسيل الملابس وتفعيل القانون وعدم التهاون أبداً مع المخالفين، حتى لا تكون سببا في نقل الأمراض المعدية.
د. خلود المحمود استشارية أمراض جلدية: خلط الملابس في الغسيل قد يتسبب في نقل بعض الأمراض
قالت الدكتورة خلود المحمود استشارية أمراض جلدية إن أكثر المخالفات التي تحدث داخل مغاسل الملابس تكون بسبب عدم فصل الملابس قبل غسيلها وليس بعد الغسيل، حيث إن جميعالأمراض قد تنتقل عبر خلط الملابس ببعضها البعض، مثل مرض الجرب والقمل، وأحياناً هذا يرجع للإفرازات التي تخرج من جسم الإنسان المريض أثناء تبديله للملابس وتتسبب في أمراض فيروسية وبكتيرية. وأضافت المحمود "لا بد من تشديد الرقابة على هذه المغاسل؛ لأنها قنبلة موقوتة، كما أنه لا بد من وضع الملابس الخاصة بكل شخص على حدة في كيس بلاستيكي وغسلها بمفردها دون خلطها بالملابس الأخرى. وتكمل المحمود قائلة: لقد رأيت تجاوزات المغاسل أمام عيني بين الأوساط الفقيرة وكانت النسبةالأعلى في ظهور الأمراض الجلدية عندهم، وذلك لأنهم اتبعوا سياسة المحافظة على الملابس وفصلها عن الآخرى بعد الغسيل وليس قبله".
علي السويدي: عمال المغاسل لا يتمتعون بأي ثقافة صحية
أشار علي السويدي لإحدى مخالفات المغاسل، والتى جعلته يطالب بتشديد الرقابة وتطبيق أقصى عقوبة في حق المخالفين، وتحدث عن تجربته قائلاً: في يوم من الأيام أثناء تسلمي لملابسي من المغسلة، اكتشفت وجود رائحة كريهة، فخشيت أن يكون هذا مؤشر على نقل عدوى ما فذهبت للمغسلة وقمت بإرجاع الملابس وطلبت منهم غسلها مرة أخرى، ومنذ تلك اللحظة وأنا أتخوف من مغاسل الملابس بسبب عدم وجود رقابة كافيةعليها. كما أكد السويدي أن العمال الذين يعملون بالمغاسل لا يتمتعون بأي ثقافة صحية، وذلك من ناحية عدم استخدامهم للقفازات وغطاء الرأس وملابس نظيفة ، ونظرا لعدم وجود جولات تفتيشية منتظمة تجد عمال المغاسل يتهاونون في الالتزام بالاشتراطات الصحية. خالدالكواري: توقفت عن التعامل مع المغاسل منذ (10) سنوات
قال خالد بن مباركالكواري، لقد تخليت عن التعامل مع مغاسل الملابس منذ عشر سنواتبسبب التجاوزات التي تحدث بين الحين والآخر، فعدم التزام بعض المغاسل بالاشتراطات الصحية مثل نظافة مكان الغسيل وطريقة غسيل الملابس تجعل العميل يتشكك فى نوع الخدمة التى يتلقاها. وأضاف الكواري "يجب أن يكون هناك تفتيش دوري على المغاسل وخاصة أنهم معنيين بصحة المواطنين، وذلك بسبب احتمالية استخدامهم لمواد ومساحيق قد تسبب حساسية بالجلد أو تعمل على نقل مرض معين من خلال خلط ملابس العملاء مع بعضها البعض عند الغسيل. كما نوه الكواري بأن العاملين في بعض المغاسل لا يلتزمون بإلاشتراطات الصحية مثل ارتداء قفازات والاهتمام بنظافة المكان. مشيرا إلى وجود تجاوزات أخرى مثل الاستعانة بعمالة على كفالة شركات أخرى وليس لهم أية علاقة بالمغاسل ولا توجد لديهم شهادات صحية تسمح لهم بمزاولة المهنة، ولهذا السبب وجب تعاونوزارةالبلدية والبيئة ووزارةالاقتصاد والتجارة بتكثيف الجولات التفتيشية شهرياً على المغاسل. خالدالسليطي: ضعف الرقابة والجولات التفتيشية على المغاسل
عبر خالدالسليطي عن استيائه الشديد من الحالةالعامة التيتشهدها المغاسل في ظل ضعف الرقابة والجولات التفتيشية، حيث مؤكدا أن ردع المخالفين وإجبارهم على دفع غرامات مالية سيجبرهم على ترك المخالفات، خوفاً من الخسارة المادية. وأضاف السليطي: في الحقيقة لم أرَ بعيني المخالفات التي تحدث داخل المغاسل، وخاصة أنه غير مسموح لأي شخص التعرف على طريقة غسل الملابس أو أنواع الغسالات المستخدمة وغيرها، ولهذا السبب أرسل السائق دائما ليقوم بهذه المهمة، ولكن في كل الأحوال فإن الرقابة الصارمة ستعيد الأمور إلى نصابها لأنه "من أمن العقوبة أساء الأدب" كما يقول المثل.